استثناء ما

البارح في المساء و انا في شرفة بيتي المتواضع في حي شعبي بامتياز و انا بصدد تناول فنجان قهوتي المسائي كعادتي و بين يداي كتاب لأثير عبد الله النشمي تحكي فيه عن خفايا علاقة حب محرمة في وطن  ما لا يليق به الحب … سرقت نظري نحو الشارع  فوجدت أطفال يلعبون .. أخر يرمي صديقه بحجارة و الأخر يركض وراء طفل أصغر منّه حجما و ربما  عمر و يقول له أنت ارهابي انا  بوليس سأقتلك … .

مازالت أستوعب أو ربما أتساءل عن ثقافة العنف, ثقافة القتل  .

اذا بمشهد غريب في  حيّ يحرم فيه كل شيء الا السيء منّه … عشاق أو عصافير حب أو كما سميتهم استثناء ما .

يسرقون قبلة امام الجميع امام الاطفال الذين  تركوا الكرة و الحجارة و كل شيء بين من أغمض عيناه و من ضحك ربما فرحا او استهزاء … بين  أولائك النسوة  الذين يجلسون كل يوم امام البيوت  بين ذلك الرجل المسنّ كبير الحيّ الذي يفتح دكانه المتواضع  كل يوم لا يبيع شيء  ربما انّها عادة ما …  و أمام جميع المارة من وقف منّهم و من واصل المشي و من شتمهم بأقبح النعوت و مر بسلام حتى يرمي تلك القمامة على الأرض .

كنت  أراقب الجميع بصمت رهيب و قاتل أو برود جاحد ..  كنت سعيدة بالبنت و الولد  و انهم لم يهتمو لأحد بل عانقها كانّه يودعها و يغادر لوطن حرب ما … كنت سعيدة و  أمر بحالة بهجة فغالبا لا تمتلئ شوراعنا الا بأصوات الصراخ و العراك بأصوات الضرب و الشتائم … برائحة الكره و رائحة المكر و النفاق … .

أن لحب رائحة فاحت في المكان .. كنت سعيدة  بثقافة الحب فنحن شعوب منذ الصغر تعودت على أن  تغمض عيناها لو شاهدت مقطع حب في فيلم مصري قديم … و قد تغير القناة أو تسّب الممثلة قليلة الحياء التي قبلت حبيبها في الفيلم ….

مازالت أعيش تلك اللحظة المميزة و الاستثانئية اذا بصوت ذكوري يقطع حميّمة المشهد .. أنت أيتها البنت قليلة الادب و انت ايها الصعلوك القبيح .. هل تحسبون نفسكم في الغرب  ما هذا … هل أنتم عقلاء أو ربما أنت ثمل و هيّا أيضا فمن يفعل هذا الشيء في العلن ليس بعاقل ..

هذا الرجل   أسمع الفتاة و حبيبها كل الشتائم … تلك المرأة   قامت من مكانها التي تراقب فيه كل الجيران و لا تفوت فرضة حتى تتكلم على بنت فلان و علان و صفعت البنت و قالت لها بكل ثقة أنت بنت ….

ذلك الرجل أتعرفونّ  من هو سأحدثكم عنّه قليل ذكر تونسي أو شرقي … زوج ابنته و هيّ في سن 19  اخرجها من المعهد لان التعليم لا يصلح لبنت … ذلك الرجل يجلس  كل يوم ككل سكان الحي امام باب بيته  يتحرش بنظراته المقززة لكل امرأة تمر من امامه .. انه ذلك الرجل الذي يعنف زوجته مرات كثر في الأسبوع حتى لا تتقوى عليه … رجل العنف يقلته الحب

رجل الضرب و الكبت و التحرش تزعجه قبلة حبيبان في شارع .. .

اما تلك المرأة فهي التي لا تنسى أت تخبرني كل مرة أمر فيها من امام بيتها ان بنتها التي في سني قد تزوجن و انّني قد عنست و ان قطار الزواج قد يمر و يدهسني ان لم انتبه لموضوع الزواج .. في كل مرة تسألني ” أي فماش حويجة ” تلك الجملة الشهيرة في وطني تونس أعلمها اننيّ مازالت ادرس و أنني ادرس سينما تقول لي ” ايييه يا بنتي القراية ما عندها  فين توصل شوف الرجال بشهيدها و في دار … فك عليك اخطاك “… ان أرد عليها انا مروة بنت 27 سنة حاربت و تمردت لكي احصل على فرصتي هذه حاربت تلك العاهات الشاذة التي لا تمل من اخبارك ان الفن مهنة العاهرات  ..مازالت أدرس و سأصبح مخرجة تونسية عالميّة و أن الفن حياة .

كل رجل استوقف الحبيبان هو من يرمي القمامة في الشارع , من يربي ابنه  على الذكورية حتى يصبح عاهة جديدة في مجتمع أن  يفرق بين مرأة و رجل … من يقلتع الشجرة من جذورها حتى يجمع الحطب لا أعرف الى يومي هذا لما ؟؟

 كل طفل  ’ كان يلعب و وقف مكانه يشاهد باستغراب  كأن قنبلة ما وقعت على الأرض حتى اطفال غزة يلعبون تحت القصف و الضرب عصافير الحب هو ضحية جديدة لوطن ما ..

301927_330755413694598_1346390998_nقصة حصلت لي و جعلتني أفكر هل انتصرت ثقافة العنف على الحب أو أنّ هذا وطن …؟؟

One thought on “استثناء ما

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *